تحميل كتاب تنفس اصطناعي تأليف ريكاردو بيلجيا- Ebooks-Pdf

تنفس اصطناعي، هي رواية من تأليف ريكاردو بيلجيا، و ترجمة عبد السلام باشا، تعتبر هذه الرواية هي الأولى للأديب الأرجنتيني ريكاردو بيلجيا، بعد أن كان قد أصدر العديد من المجموعات القصصية، و قد تم إصدارها في نسختها الأصلية لأول مرة سنة 1980، و هي عمل غير تقليدي و مميز للغاية، حيث يشتمل على الكثير من التقاطعات الملهمة بين الأدب، السياسة، الإجتماع، علم النفس، وتقنية السرد، و رغم الأحداث و الفترة الزمنية الطويلة التي تتناولها الرواية بدءا من النصف الأول في القرن التاسع عشر وحتى سبعينيات القرن العشرين، و على الرغم من تعدد الشخوص، فإنها لا تقوم سواء على هذا أو ذاك.

تتناول رواية " تنفس صناعي" فكرة الكتابة و الأفكار، أشكال الرواية، و تطور الأساليب الأدبية، كما تتناول اللغة و ما يحدث للغة عندما ينطق بها المرء أو يكتبها.

تبدأ أحداث رواية " تنفس اصطناعي" مع الراوي الذي يتعرف على خاله، و لم يكن قد رآه من قبل، يبدأ في التواصل معه من خلال سلسلة من الرسائل، يرسلها كل واحد منهما للآخر، و يبدو أن هذا الخال مهتم بالأوضاع السياسة و التاريخية في الأرجنتين، فريكاردو بيلجيا كان يكتب في روايته " تنفس اصطناعي " عن حياة أحد الرجال المقربين للغاية من الديكتاتور روساس في زمن الماضي، و من هنا يمر على الكثير من الأحداث السياسية و الإجتماعية التي شهدتها الأرجنتين، و من خلال الرسائل يصف هذا الأخير للراوي في رواية "تنفس صناعي" طبيعة الأوضاع في البلد، و هو ما يشجع الراوي للسفر و لقاء هذا الرجل المثقف.

في هذه الرواية يجتمع الأديب و الفيلسوف و الكاتب، لتبدأ الأحاديث و النقاشات الملهمة عن أمريكا اللاتينية، الوضع العالمي، الثقافة الأرجنتينية، الروايات، الكتابة، النظريات الفلسفية، عوالم الكتابة، و تقنيات السرد إلى غير ذلك.

انتهت رواية " تنفس صناعي " برسالة من الراوي يقول فيها، في تلك الأوضاع الجديدة للبلاد أجد نفسي حائرا فيما يتعلق بمستقبلي القريب، تعقيدات مختلفة توشك على الحدوث، و أتوقع تغييرات عديدة لمحل الإقامة، فكرت أن أفضل شيء هو إرسال الملف، بالمستندات و الملاحظات، و الفصول التي حررتها لشخص يتمتع بثقتي الكاملة، و إن اقتضى الأمر يمكن لهذا الشخص أن يواصل العمل، أن ينتهي من كتابته، أن يضع عليه اللمسات الأخيرة، ثم يقوم بنشره..، قبل أي شيء بالنسبة لي، فالأمر يتعلق تحديدا بضمان الحفاظ على هذه المستندات، ليس فقط في أنها يجب أن تفيد في إلقاء الضوء حول وضع جمهوريتنا البائسة، و لا أي شخص من المفروض عليه قراءتها جيدا، إنما لكي تفهم أيضا بعض الأمور التي تحدث الآن، و ليس بعيدا عن هذا رغبت في الكتابة يا سيناتور، لكي أخبرك بتطورات الأوضاع، أردت أن أقول لك كل شيء على حقيقته، لأنه كل منا يعرف الآخر جيدا، و أعرف أنك لن تهتم بشأني أكثر مما اهتممت حتى الآن، الأمور العارضة ستحدث على المدى الطويل، تحدث دائما.

هكذا ختم بيلجيا ريكاردو أولى رواياته "تنفس اصطناعي" ، حيث أنه فتح مجالا للتشويق و الإثارة، و زرع في نفوس القراء شغفا بالتعرف على " تنفس اصطناعي" عن قرب ، فيصبح القارئ متلهفا للغوض في أعماق صفحاتها و التفكر بين رموز كلمات سطورها.

مقتطفات من رواية تنفس اصطناعي:

- " هل توجد حكاية ؟ ، إن كانت هناك حكاية فقد بدأت قبل ثلاثة أعوام، في أبريل من عام 1976 أرسل لي خطابا عندما نشرت أول كتبي، برفقة الخطاب جاءت صورة حيث يحملني يبن ذراعيه عاريا مبتسما ، كان عمري ثلاثة أشهر و أبدو كضفدعة."

- " الشاب ذو المستقبل الواعد ، الحاصل على شهادة المحاماة حديثا ، الذي يترك كل شيء و يختفي ، كره امرأة تدعي التعرض للسطو و ترسله للسجن بدون أن يدافع عن نفسه أو يسعى للكشف عن الخدعة، و في النهاية كتبت رواية عن هذه القصة ، مستخدما نبرة أشجار النخيل المتوحشة بشكل أدق.."