خولة حمدي
تحميل رواية غربة الياسمين Pdf تأليف خولة حمدي
قراءة و تحميل رواية غربة الياسمين Pdf تأليف خولة حمدي
الكتاب: غربة الياسمين تأليف: خولة حمدي
عدد الصفحات: 268
القسم: روايات عربية
نوع الملف: Pdf
حجم الملف: 8.56 ميجا بايت
عدد التحميلات : 986 567 1نبذة عن رواية غربة الياسمين:
رواية غربة الياسمين، تتحدث عن فتاة تونسية الأصل تعيش في فرنسا، و هنا تبدأ حكايتها مع المشاكل و الصعوبات التي ستعترض طريقها منذ إقامتها هناك حتى اندماجها مع المجتمع الفرنسي الذي تختلف عاداته و نمط عيشه بكثير عن عادات و تقاليد المجتمع التونسي، و من بين إحدى أكبر المشكلات التي ستواجهها ارتداءها للحجاب و هي في السنة الأخير للتحضير للدكتوراه.
وقفت رنيم على رصيف محطة القطارات و هي تهز ساقها في توتر، طالعت هاتفها للمرة الألف، سبت من الساعة و من الاتصالات الواردة، لا شيء، بقيت أمامها دقائق قليلة قبل انطلاق القطار المتجه إلى باريس، لم تكن تحمل سوى حقيبة صغيرة تحوي حاجياتها الضرورية، منذ يومين قامت بإرسال القسم الأكبر من حقائبها عبر خدمة نقل البضائع، و حال وصولهايمكنها استلامها من المصلحة المختصة في محطة باريس، غادرت المستشفى منذ أسبوع، بعد مقاومة طويلة لتعليمات الأطباء ورفض صبياني للشفاء، انتهت بالتسليم لقدرها، لم تكن يوما ضعيفة و لا عديمة الإرادة، لكنها كانت أولى تجاربها مع الخيبة و الخذلان، تطلبت بعض الوقت حتى تستعيد توازنها و تقيم و ضعها بواقعية, ليست نهاية العالم، فقدت قطعة من جسدها، و حبيبا، و عملا، لكنها ليست نهاية العالم؟ ضربة للصحة و العاطفة و مورد الرزق في نفس الوقت، لكنها رنيم، كان يمكن أن تكون نهاية العالم بالفعل، بالنسبة إلى أي شخص آخر، لكن ليس بالنسبة إليها هي كانت مقاتلة منذ البداية قاتلت في رحم أمها و تشبثت بالحياة، فجاءت إلى الدنيا بعد إجهاضين، ثم كانت لها رحلة مضنية في حضانة المستشفى الخاصة، لتنهي شهور الحمل صناعيا، بعد أن لفظها الرحم و هي جنين غير مكتمل النمو، لا تذكر علاقتها الوطيدة تلك بالمستشفيات و الأسلاك و الآلات، لكنها أدركت في وقت مبكر أنها مختلفة عن بقية الأطفال في طفولتها ، عانت من مشكلات في النطق أثرت على قدرتها على التواصل، و تسببت في الكثير من السخرية من قبل الأطفال في سنها، استمر والداها في عرضها على الأخصائيين النفسيين و مدربي النطق و أطباء الأعصاب حتى سنتها السادسة عشرة، حين أعلنت أنها لن تدخل عيادة بعد ذلك، كانت تتلعثم و تعض لسانها حين تتعرض إلى موقف مربك، و أحيانا ينقطع تنفسها و تعجز لبرهة عن النطق بكلمة واحدة، و حين تنفرد بنفسها في غرفتها مساء، تغرق و سادتها بدموع القهر، لكنها بمرور الوقت، صممت طريقتها الخاصة لتجاوز مشكلتها، تطلب منها المدرسة أن تقرأ نصا أمام طلاب الفصل و تستعصي عليها البداية، كانت تضيف حرفا وهميا يسبق الكلمة المقيتة التي تشل لسانها، واستمرت بتلك الطريقة، تشتت انتباهها عن الحرف الأول الذي يسد حلقها و تفاجئه بحرف جديد يستهل الجملة بشكل مضحك أحيانا، وسرها أن تلحظ أن إعاقتها كانت آخذة في التراجع مع الزمن.
و المدهش في الأمر هو أنها لم تكن تلقى إشكالًا بتانا مع نصوص الأغاني التي تحفظها عن ظهر قلب و تستظهرها دون تركيز ، فأيقنت بأن الحفظ هو المفتاح، حين ركزت على الحفظ، أصبح بإمكانها تجاوز كل الصعوبات التي ظنتها لا تقهر في وقت سابق، شاركت في العروض المسرحية في المدرسة، و قدمت خطابات في حفل نهاية السنة، و تعلمت لغات جديدة في وقت وجيز، كانت ملكة الحفظ لديها قوية، و كلما تفانت في شحذها جاءت النتائج مبهرة.
مقتطفات من رواية غربة الياسمين:
- " ركنت حقيبتيها إلى جانب السرير و فتحت النافذة، أطلت على الحديقة الأمامية و استنشقت هواء الحديقة المعطر، تأخذ كامل وقتها قبل اللقاء المرتقب مع أخويها، لم ترهما منذ سنتين، العائلة فضلت استثمار عطلتها للانطلاق في وجهات جديدة، يعرفون تونس و فنادقها الشاطئية جيدا الآن."
- " أنت لا تفهم، هناك أمور كثيرة تحاك في الظلام، القدامى غالبا حين يبدون اهتماما كبيرا بعمل ما، فهذه ليست بشری خیر، إما أن يشاركوا فيه و إما يعملون على إفشاله، لذلك انتظر اتصالا من أحدهما عن قريب، كان الله في عونك! "
- " ينفقون أموالا طائلة، ابتداء من الموقع الذي عادة ما يكون فندقا راقيا في وسط المدينة، مرورا بالأطعمة و الشراب، وصولا إلى الفرقة الموسيقية و منشطي السهرة، لينتهي الحفل في الساعات الأولى من الصباح، بأجساد مترنحة ثملة و عقول غائبة استباحها اللهو."
عدد الصفحات: 268
القسم: روايات عربية
نوع الملف: Pdf
حجم الملف: 8.56 ميجا بايت
عدد التحميلات : 986 567 1
وقفت رنيم على رصيف محطة القطارات و هي تهز ساقها في توتر، طالعت هاتفها للمرة الألف، سبت من الساعة و من الاتصالات الواردة، لا شيء، بقيت أمامها دقائق قليلة قبل انطلاق القطار المتجه إلى باريس، لم تكن تحمل سوى حقيبة صغيرة تحوي حاجياتها الضرورية، منذ يومين قامت بإرسال القسم الأكبر من حقائبها عبر خدمة نقل البضائع، و حال وصولها
يمكنها استلامها من المصلحة المختصة في محطة باريس، غادرت المستشفى منذ أسبوع، بعد مقاومة طويلة لتعليمات الأطباء ورفض صبياني للشفاء، انتهت بالتسليم لقدرها، لم تكن يوما ضعيفة و لا عديمة الإرادة، لكنها كانت أولى تجاربها مع الخيبة و الخذلان، تطلبت بعض الوقت حتى تستعيد توازنها و تقيم و ضعها بواقعية, ليست نهاية العالم، فقدت قطعة من جسدها، و حبيبا، و عملا، لكنها ليست نهاية العالم؟ ضربة للصحة و العاطفة و مورد الرزق في نفس الوقت، لكنها رنيم، كان يمكن أن تكون نهاية العالم بالفعل، بالنسبة إلى أي شخص آخر، لكن ليس بالنسبة إليها هي كانت مقاتلة منذ البداية قاتلت في رحم أمها و تشبثت بالحياة، فجاءت إلى الدنيا بعد إجهاضين، ثم كانت لها رحلة مضنية في حضانة المستشفى الخاصة، لتنهي شهور الحمل صناعيا، بعد أن لفظها الرحم و هي جنين غير مكتمل النمو، لا تذكر علاقتها الوطيدة تلك بالمستشفيات و الأسلاك و الآلات، لكنها أدركت في وقت مبكر أنها مختلفة عن بقية الأطفال في طفولتها ، عانت من مشكلات في النطق أثرت على قدرتها على التواصل، و تسببت في الكثير من السخرية من قبل الأطفال في سنها، استمر والداها في عرضها على الأخصائيين النفسيين و مدربي النطق و أطباء الأعصاب حتى سنتها السادسة عشرة، حين أعلنت أنها لن تدخل عيادة بعد ذلك، كانت تتلعثم و تعض لسانها حين تتعرض إلى موقف مربك، و أحيانا ينقطع تنفسها و تعجز لبرهة عن النطق بكلمة واحدة، و حين تنفرد بنفسها في غرفتها مساء، تغرق و سادتها بدموع القهر، لكنها بمرور الوقت، صممت طريقتها الخاصة لتجاوز مشكلتها، تطلب منها المدرسة أن تقرأ نصا أمام طلاب الفصل و تستعصي عليها البداية، كانت تضيف حرفا وهميا يسبق الكلمة المقيتة التي تشل لسانها، واستمرت بتلك الطريقة، تشتت انتباهها عن الحرف الأول الذي يسد حلقها و تفاجئه بحرف جديد يستهل الجملة بشكل مضحك أحيانا، وسرها أن تلحظ أن إعاقتها كانت آخذة في التراجع مع الزمن.
و المدهش في الأمر هو أنها لم تكن تلقى إشكالًا بتانا مع نصوص الأغاني التي تحفظها عن ظهر قلب و تستظهرها دون تركيز ، فأيقنت بأن الحفظ هو المفتاح، حين ركزت على الحفظ، أصبح بإمكانها تجاوز كل الصعوبات التي ظنتها لا تقهر في وقت سابق، شاركت في العروض المسرحية في المدرسة، و قدمت خطابات في حفل نهاية السنة، و تعلمت لغات جديدة في وقت وجيز، كانت ملكة الحفظ لديها قوية، و كلما تفانت في شحذها جاءت النتائج مبهرة.
مقتطفات من رواية غربة الياسمين:
- " ركنت حقيبتيها إلى جانب السرير و فتحت النافذة، أطلت على الحديقة الأمامية و استنشقت هواء الحديقة المعطر، تأخذ كامل وقتها قبل اللقاء المرتقب مع أخويها، لم ترهما منذ سنتين، العائلة فضلت استثمار عطلتها للانطلاق في وجهات جديدة، يعرفون تونس و فنادقها الشاطئية جيدا الآن."
- " أنت لا تفهم، هناك أمور كثيرة تحاك في الظلام، القدامى غالبا حين يبدون اهتماما كبيرا بعمل ما، فهذه ليست بشری خیر، إما أن يشاركوا فيه و إما يعملون على إفشاله، لذلك انتظر اتصالا من أحدهما عن قريب، كان الله في عونك! "
- " ينفقون أموالا طائلة، ابتداء من الموقع الذي عادة ما يكون فندقا راقيا في وسط المدينة، مرورا بالأطعمة و الشراب، وصولا إلى الفرقة الموسيقية و منشطي السهرة، لينتهي الحفل في الساعات الأولى من الصباح، بأجساد مترنحة ثملة و عقول غائبة استباحها اللهو."
